Tahar_ntoudert عضو مجتهد
عدد المساهمات : 49 نقاط : 95 تاريخ التسجيل : 01/03/2011 الموقع : toudert.com
| موضوع: شهر التقوى "لعلكم تتقون" الأربعاء أغسطس 17, 2011 12:29 pm | |
| السلام عليكم ورحمت من الله وبركاته
قال الله تعالى "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون "
و التقوى هي ثمرة جميع الطاعات و العبادات
قوله فان الصيام من أكبر أسباب التقوى لأن فيه امتثال أمر الله و اجتناب نهيه, فالصيام هو الطريق الأعظم للوصول إلى هذه الغاية التي فيها سعادة العبد في دينه و دنياه و آخرته فالصائم يتقرب إلى الله بترك المشتهيات تقديما لمحبة ربه على محبة نفسه , و في الصيام من مراقبة الله بترك ما تهوى نفسه مع قدرته عليه لعلمه بإطلاع ربه عليه ما ليس في غيره , و لا ريب أن هذا من أعظم عون على التقوى
- و أصل التقوى كما بينه الحافظ ابن رجب :أن يجعل العبد بينه و بين ما يخافه و يحذره وقاية تقيه منه فتقوى العبد ربه أن يجعل بينه و بين ما يخشاه من ربه من غضبه و سخطه و عقابه وقاية تقيه من ذلك و هو فعل طاعته و اجتناب معاصيه
- قال ابن القيم : التقوى حقيقتها العمل بطاعة الله إيماناً و احتساباً أمراً و نهياً فيفعل ما أمر الله به إيماناً بالآمر و تصديقاً بوعده و يترك ما نهى الله إيماناً بالناهي و خوفاً من وعيده
و نحن إذا صمنا رمضان إيماناً و احتساباً كما أمر الله عز و جل على رجاء حصول ثمرة التقوى نكون بذلك قد أخذنا لأنفسنا سبب هو من أعظم أسباب النجاة من النار و دخول الجنة
و التقوى لا تتم في هذا الشهر و لا غيره إلا بعلم نافع و عمل صالح , و أساس التقوى أن يعلم العبد ما يُتقى ثم يتقي و لذلك يجب علينا ان نتعرف على الواجبات و المستحبات في هذا الشهر و نمتثلها و نتعلم المحرمات و المكروهات و نتباعد عنها و إلا فإذا كان العبد لا يحسن التقوى لربما صام عن المباحات ثم انتهك المحرمات فأطلق سمعه و بصره و سائر جوارحه في كل ما يغضب الله تعالى و قد أصبح هذا الشهر هو شهر الفوازير و العروض المستمرة للأفلام و هكذا حرص شياطين الإنس و الجن على إفساد ثمرة التقوى في هذا الشهر
فاتقوا الله حق التقوى و فإذا بدرت منك هفوة فتذكر قدرة الله عليك فلست تخرج من سلطانه إلى سلطان غيره و لا من ملكه إلى ملك غيره و سارع بالإحسان و التوبة " إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون " و نحن في سفرنا إلى ربنا لابد لنا من زاد " و تزودوا فإن خير الزاد التقوى " فهو سبحانه أحق ان يطاع فلا يُعصى و أن يُذكر فلا يُنسى و أن يُشكر فلا يكفر نحرص على ذلك في سر أمرنا و في علانيتنا
| |
|