كلنا يريد الشيء نفسه لطفله، أن ينمو بصحة جيدة ويشعر بأنه يحظى بمحبة الأبوين وأن يحقق النجاح في الحياة. ولكن لتحقيق كل ذلك يجب أن نعلم أطفالنا كيف يشعرون بالسعادة في الحياة ليس عن طريق توفير الجو الملائم لذلك.
بمناسبة أسبوع الطفل في البرازيل، أجرت سيدتي حوارا مقتضبا مع الطبيبة النفسانية البرازيلية لاورا كامارغو (31 عاما) والاخصائية بعلم نفس الأطفال لمعرفة أهم الطرق لتربية الأطفال على تعلم السعادة في الحياة. لاورا أوردت سبع طرق أساسية لتربية الأطفال على تعلم السعادة في الحياة سنأتي على ذكرها تباعا.
1- علمي طفلك كيف يشعر بأنه جزء من العالم:قالت لاورا ان الطريق الأكثر صحة لضمان الحالة النفسية السليمة للطفل هو مساعدته أن يشعر بأنه مرتبط ومتصل بالعالم الخارجي، وهذا يتضن الشعور بالارتباط بالأبوين وبالمحيط العائلي والعالم الخارجي. وأهم نقطة في هذه الحالة هو كيفية محبة أصدقائه ومربيته في حال وجودها.
وأضافت بأن هذا التواصل والارتباط يشعر الطفل بأنه محبوب من قبل الآخرين وبأن الآخرين يفهمونه ويعرفونه. ولتحقيق هذه الغاية ينبغي على الأم استخدام النواحي الفيزيولوجية أولا، أي معانقة الطفل ولمسه بحنان وتقبيله والابتسام في وجهه واللعب معه.
2- لاتحاولي أن تعلميه السعادة بالاكراه:أوضحت لاورا بأن هذا العنوان قد يتضمن نوعا من التناقض، ولكن ماثبت نفسيا بأن الطفل لايحب أن يتعلم الأمور بالاكراه المستمر، فما بالك بتعليم السعادة بالاكراه. وقالت بأن ممارسة الاكراه في تعليم الأطفال السعادة قد تقلب الأمور بشكل عكسي بحيث يتعذر على الطفل ايجاد النقطة التي يمكن أن يبدأ منها لتعلم كيف يكون سعيدا في الحياة.
وأضافت الأخصائية البرازيلية بشؤون الأطفال لسيدتي ان الاكراه الذي نتحدث عنه هو حبس الطفل في قوقعة منفصلة عن العالم الخارجي. القيام بذلك يجعل الطفل يتعلم السعادة الجزئية طبقا لتصرفات الأبوين فقط، وهنا ينعدم النموذج العام للسعادة ويشعر الطفل بأنه مكره على اتباع طريقة الأبوين فقط في السعادة وعندما يصطدم بواقع الحياة فانه سيكتشف بأن للسعادة جوانب كثيرة غير تلك التي تلقاها من الأبوين.
3- يجب أن تكوني أنت سعيدة أولا:أكدت لاورا بأنه من المستحيل التحكم بما يشعر به الطفل، ولكن بامكانك أنت كأم أن تتحكمي بما تشعرين به. يجب عليك أن تضعي نصب عينيك سعادة طفلك وأن تبذلي جهودا لتحقيق لتحقيق ذلك عبر التحكم بمشاعرك أنت.
وقالت ان الأم يجب أن تجد أوقاتا للاسترخاء لنقل الشعور بالسعادة الى الطفل. فان وجد الطفل الأم في حالة التوتر والعصبية فانه يتأثر سلبا بذلك ولكن اذا وجد الأم والأب في حالة استرخاء فانه يشعر بالاسترخاء أيضا وتبدو السعادة على وجهه. وأضافت بأنه لايوجد طفل في هذا العالم يحب أن يجد أبويه في حالة من التوتر.
4- أعطي قيمة لما يقوله ويقوم به الطفل:تعودي على الاستماع الى طفلك عندما يتحدث ولاتسخري مما يقوله أو يفعله. فالتعليم الصحيح للأمور لايمكن أن يتم عن طريق السخرية وانما عن طريق اعطاء قيمة لكل ماهو صحيح، وان كان طفلك قد تعلم شيئا غير مستحب عبر اللعب مع أطفال آخرين فهناك طريقة غير السخرية في افهامه بأن ماتعلمه لن يجعله سعيدا.
وقالت انه عندما يختار طفلك لعبة من الألعاب لشرائها له، يجب أن يمتدح الأبوان اختيار الطفل ويستجيبان لذوقه حتى وان كان محدودا، فشعور الطفل بأنه اختار وصادق الأبوان على هذا الاختيار وأثنيا عليه فانه يشعر بسعادة كبيرة.
5- أتركي طفلك يكتشف هواياته:قالت لاورا ان ترك الطفل يكتشف بعضا من هواياته وقدراته يعتبر أفضل وسيلة لرفع الروح المعنوية للطفل ومنحه الثقة بالنفس. أعطي الفرصة للطفل لتطوير مفهومه للهوايات واتركيه يمارس قدراته لادراك بعض الأشياء البسيطة. وأفضل نقطة في هذا العنوان هي: لاتفعلي كل شيء عنه، لأن الشعور ببعض الاستقلالية يمنح السعادة للطفل.
6- أعطي بعض المسؤوليات لطفلك:أشارت لاورا بأن شعور الطفل بأنه قادر على تحمل مسؤولية القيام بشيء ما لوحده هو أقصر طريق باتجاه التمتع بسعادة القدرة على فعل أشياء لا يتم توبيخه عليها فبقدر ماتشعرين طفلك بأن كثيرا من الأمور التي يقوم بها تساهم في تقوية الأسرة فانه سيشعر بأنه عامل مهم في الأسرة وبأن الجميع يحترمه ويحبه.
وقالت انه من المهم أيضا اعطاء قيمة لدور الطفل في حياة الأسرة وافهامه بأن هذه القيمة سيقدرها حتى الغرباء من الجيران والأصدقاء وكل الناس.
7- علمي طفلك تقدير شكر الآخرين له:وختمت لاورا بالقول ان تعليم طفلك تقدير شكر الآخرين له يبعده عن الشعور بالأنانية ومن يحب ويشعر بأنه محبوب سيشعر حتما بالسعادة. ومن الأمور الهامة أيضا عدم ترسيخ فكرة أن الآخرين دائما على خطأ وبأنه هو الوحيد الصحيح فذلك قد يجلب الغرور. ومن المعروف بأن سعادة المغرور هي محدودة تذهب عندما يشعر بأنه فقد قيمته عند الآخرين.
وقالت انه ينبغي تعليم الطفل تبني موقف ايجابي من الحياة وبأنه ينتمي الى مجتمع كبير وليس للأسرة فقط لأن هذا سيجعله مستعدا لمواجهة مواقف الحياة دون أن يفقد قيم السعادة، وأفهميه أيضا بأن سعادته تأتي أيضا من سعادة الآخرين. فان كان الجميع يعيشون بسعادة فانه سيعيش ايضا بسعادة.