تعد منطقة الوادي الجديد أحد أهم المواقع على خريطة مصر السياحية، فهي تشغل أكثر من ثلثي مساحة مصر
ويعتبرها الخبراء من أكثر الأراضي الواعدة في نشر العمران بالصحراء الغربية. كما أن لها أهمية تاريخية في
مختلف عصور تاريخ مصر القديم، فكانت واحة الخارجة في العصر الفرعوني تسمى «هيبس»، أي «المحراث»، فيما
سميت واحة الداخلة باسم «تا أوحت»، أي واحة البقرة، في دلالة وفرة خيراتها وخصوبة أراضيها.
والمفارقة الغريبة في منطقة الوادي أنها رغم مساحتها الكبيرة في المساحة الكلية لمصر، فإنها الأقل في الكثافة
السكانية، حيث يقطنها نحو 150 ألف نسمة. ويرجع المؤرخون ذلك إلى أن تمركز السكان في مناطق محددة بالوادي
الجديد وتحديدا في واحتي الداخلة والخارجة، إضافة للفرافرة، هو السبب المباشر وراء قلة عدد سكان الوادي الذي
تنتشر فيه الصحارى على امتداد واسع.
تتمتع منطقة الوادي الجديد بموقع فريد من نوعه، إذ تقع في الجزء الجنوبي من مصر وتمتد غرب وادي النيل في
الصحراء الغربية، وتحدها من الشرق محافظات المنيا، أسيوط، سوهاج، قنا، ومن الشمال محافظة مطروح،
والواحات البحرية، ومن الغرب تصل إلى حدود مصر الدولية مع ليبيا.
ويزخر الوادي بالعديد من المواقع الأثرية التاريخية المتفاوتة التي مرت على واحات الوادي الجديد، لتترك العديد من
الآثار حيث تضم الواحات الثلاث (الداخلة والخارجة والفرافرة) أكثر من مائة موقع أثري مهم، ففي «الخارجة» يوجد
العديد من المعابد الفرعونية والرومانية، كما أن فيها العديد من بقايا الحصون العسكرية مثل قلعة «اللنجة»
و«المنيرة» و«دوش»، إضافة إلى بقايا الدروب وطرق القوافل كدرب التبانة والأربعين والرفوف ودرب
أبو سروال وغيرها