الحمد لله الذي أعزنا بالإسلام . وشرح صدورنا بالإيمان وجعلنا من أمة محمد عليه الصلاة السلام
نسأل الله الكريم رفقة نبينا في الجنان . وبعد
فإن صوم رمضان واجب لأنه أحد أعظم أمور الإسلام الخمسة وهو أفضل الشهور كما أن أفضل الليالي ليلة القدر وكما أن يوم عرفة أفضل أيام العام وكما أن يوم الجمعة أفضل أيام الأسبوع . والأصل في وجوب صيام رمضان قبل الإجماع ءاية { كتب عليكم الصيام } وقوله صلى الله عليه وسلم " بنيّ الإسلام على خمسٍ " .
قال تعالى شهرُ رمضان الذي أنزل فيه القرءان هدى للناس وبيّناتٍ من الهدى والفرقان فمن شهدَ منكُمُ الشهر فليصمه " سورة البقرة 185
وفي الحديث القدسي " كلُّ عملِ ابنِ ءادم لهُ إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به "
يقول بعض العلماء في تفسير هذا الحديث : الأعمال التي يعملها الإنسان عُرضَةٌ للرياء أمَّا الصيام إذا لم يتكلم الشخص فهو أمرٌ يعلمه الله تعالى .
والصيام له أحكامٌ لا بدّ من مراعاتها وله ءادابٌ وسنن تلحق به فمن سننه السَّحُور هو النصف الثاني من الليل ورد في الحديث : " تسحروا فإنَّ في السحور بركة " رواه البخاري ومسلم . ويستحبُّ تعجيلُ الفطور وتأخير السحور إذا يقول ابن رسلان الشافعي :
وَسُنّ مع عِلمِ الغُروبِ يُفطرُ * * بسرعةٍ وعكسُهُ التَّسَحُّرُ
ويقول النبي عليه الصلاة والسلام :" أمِرنا معاشرَ الأنبياء بتعجيل الفطور وتأخير السحور " ويقول أيضًا " لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر " رواه البخاري ومسلم
ومن الفضائل المعتبرة في رمضان دعوة الصائمين للإفطار فقد ورد في الحديث أنّ من فَطّر صائمًا كان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيءٌ . وينبغي للصائم عند فطره أن لا ينسى فضل الدعاء .. لقول الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم للصائم عند فطره دعوةٌ لا تُرَدّ " رواه ابن ماجة ويستحب للصائم أن يفطر على تمر فإن لم يجد فعلى ماء وذلك لما ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإن لم يجد فليفطر على ماء فإنه طهور " رواه أبو داود .
ويستحب للعبد في رمضان أن يتحرى ليلة القدر لحديث " من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه " رواه البخاري .
روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إنما الصوم جُنّة ( أي وقاية ) فإذا كان أحدكم صائمًا فلا يرفث ولا يجهل وإن امرؤٌ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم "
معنى : ولا يجهل أي لا يعمل العمل المذموم أي يحفظ نفسه عن الكلام المذموم والفعل المذموم .
اللهم أكرمنا بالطاعات في شهر البركات
والحمد لله أولاً وآخرًا