سلام عليكم
المرأة داخل المجتمعات الأمازيغية
حظيت المرأة الأمازيغيـة بتقدير كبير في المجتمع الأمازيغـي خلال العصور القديمـة، فإليها يتـم الإنتساب وهي نواة الأسرة المركزية وعمدتها، وقد احتفظت اللغـة الأمازيغية ببعض بصمات وآثار هذا التقدير حيث أن (تامغـارت) تعني كبيرة القوم ومذكرها (آمغـار) وهو رئيس القبيلة وكبيرها، في الوقت الذي كان يتـم تحقير ثقافة معظم القبائـل العربية لشخص المرأة، حيث كان موقف العرب من المرأة لايختلف عن الثقافات النسائية التي عرفتهـا الحضارات الإغريقية والرومانيـة .. فيما يخص دونيـة المرأة وتبعيتها للرجل، وقد كانت المرأة تعيش الظلم والإستبـداد إلى درجة الـوأد وهي حية معتبرة إياها عـار الأمة وسوء القبيلة، من حيث أنها قصيرة العقل والنفس ولايمكن وضعها موضع الرجل الذي يمتلك قدرة فائقة ومكانة خلاقة ومميزة كما يزعـم.
ومن هنا يتبين جليـا أن المرأة الأمازيغية حظيت بمكانة مميزة جعلتهـا سيدة القوم وأعطتها المكانة التي استحقتها عن جدارة، ويشهد بذلك تاريخ شمال إفريقيا بشواهد وأعلام نسائية تبوأن مكانة عاليـة في المجتمع ولعبـن دورا تاريخيا وسياسيا لم تعهد مثله بقيـة الحضارات القديمـة.
"وبرغم التمييـز الذي تعرضت له المرأة عبر تاريخ البشرية تبقى المرأة الأمازيغية من بين الحالات الإستثنائيـة التي أفلتـت من تلك الممارسات الوحشية وعوملت معاملة محترمـة وشريفة من طرف الرجل الأمازيغي الذي حاول قدر الإمكـان إنصافها بشكل طبيعي وعادي، وكان ينظـر إليها دوما من زاوية المساواة والحق في الوجود دون وصايـة أو جبروت، واعتبرها طرفـا اجتماعيا لايمكن الإستغناء عنها وهي تمثل نصف البشرية وأن أي إكراه أو تعسـف تجاهها لايمكن أن يجلب للمجتمع إلا عاهات مستفحلة تزيد من تجذيـر التهميش وتدمير النفس، فمنحهـا ما تستحقـه من حقوق وفـك العزلة عنها لتحقيق استقرار مجتمعي ولتعـد شعبا طيب الأعراق يستشرف المستقبل برؤية متفائلـة وضاءة، ففعلا حافظت (المرأة الأمازيغية) على مكانة مهمة ومقتدرة ضمن وسطها الأسـروي والإجتماعي، وكان لها دور وازن في الحياة اليومية والعمليـة كقوة منتجـة حركية داخل النسيج الإجتماعـي، ومساهمة فعالة في مواكبة الركب الحضاري إلى جانب الأمازيغي الذي لم ينظـر إليها أبدا أداة للجنس وإشباع الغرائز، بل كان دومـا يحاول الأخذ بها إلى مستوى راق وكان يرى على الأقل أن تكون سيـدة نفسهـا.
وهذا التعامل كان يمارس بشكـل عفوي مادام أنه مرتبط بالشعور والعواطـف والوجدان مؤكدة على أن الإنسان الأمازيغي ولد على فطرة سليمـا ومسالمـا، فحسبنا ما عهدناه في أسرنا وأمهاتنا إلى عهـد قريب حتى لايقال أنه من باب المبالغـة واللغو، فالمرأة في المجتمعات الأمازيغية ركيزة أساسية يعول عليهـا لأنها مؤطرة المجتمع، فدائمـا يلتفت إليهـا بعين الرضى والقبول فهي لاتختلف عن الرجل في شيء، فهي ليست عديمة العقل أو قصيرة النظر، وبـروح الضمير الإنساني هي مؤهلة للعطـاء والإنتاج كلما حاولنا إخلاء سبيلها من القيود المجحفـة والأعراف الوهمية والخلفيات .
Jorou7-insana